داء الكلب هو مرض فيروسي ينتقل من
الحيوانات (الكلاب، الخفافيش، الراكون) إلى البشر من خلال التعرّض للعاب, عن طريق
العضّ أو الخدش. يؤدي داء الكلب، بعد تطوّر أعراضه، إلى وفاة المصاب به في جميع
الحالات تقريباً. يمكن الوقاية منه باللقاحات بنسبة 100% إلا أن العدوى تسبب عشرات الالاف من الوفيات سنوياً
معظمهم من آسيا وأفريقيا. يمثّل الأطفال دون سن الخامسة عشرة 40% من الذين يتعرّضون لعضّات
الكلاب المشتبه في إصابتها بداء الكلب.
أعراض المرض
تتراوح عادة فترة حضانة داء الكلب بين شهر واحد
وثلاثة أشهر، إلا أن الأعراض في بعض الأحيان تظهر بين أقلّ من أسبوع وأكثر من سنة.
وتتمثّل أعراض المرض الأولى بالحمى وألم يُصاب به الشخص الموبوء في غالب الأحيان
أو شعور بالوخز أو النخز غير المبرر في موضع الجرح. يصيب الفيروس الجهاز العصبي المركزي، مسببا التهاب تدريجي في الدماغ
والنُخاع يؤدي إلى وفاة المصاب به.
لداء الكلب شكلين يتمثّل أحدهما في داء الكلب
الهياجي الذي يُبدي المصابون به علامات فرط النشاط وخوف وهلع من الماء والهواء
أحياناً. وبعد مضي بضعة أيام تحدث الوفاة نتيجة فشل قلبي تنفسي.
أمّا داء الكلب الصامت فهو يقف وراء حدوث 30% من
مجمل الحالات البشرية، يمتاز يأن الأعراض تستغرق فترة أطول وتكون صامتة وتدريجية.
وتُصاب العضلاتل بالشلل، انطلاقاً من موضع العضّة أو الخدش. وتتطوّر الأعراض،
ببطء، إلى غيبوبة تعقبها الوفاة في آخر المطاف. وكثيراً ما يُساء تشخيص هذا الشكل
المسبّب للشلل، ممّا يسهم في نقص الإبلاغ عن المرض.
تشخيص المرض
لا توجد أيّ اختبارات لتشخيص عدوى الإنسان بداء
الكلب قبل ظهور أعراضه السريرية، وقد يطرح التشخيص السريري صعوبة إذا لم تكن هناك
علامات رهاب من الماء أو الهواء الخاصة بهذا المرض. ويمكن تأكيد إصابة الإنسان
بالداء أثناء حياته وعقب مماته بواسطة تقنيات تشخيص مختلفة تهدف إلى الكشف عن
الفيروس ككل أو المستضدات الفيروسية أو عن أحماضه النووية الموجودة في الأنسجة
المصابة (الدماغ أو الجلد أو البول أو اللعاب).
العلاج
في حال التعرض للعض في موضع
جلدي مفتوح أو في حال حدوث خدوش خفيفة دون نزف.
·
تنظيف
موضع الجرح في أسرع وقت لمدة 15 دقيقة على الأقل وتعقيمه بمادة اليود.
·
إعطاء
دورة من اللقاحات وهي (أربعة لقاحات: في يوم الإصابة ثم اليوم الثالث، ثم اليوم السابع وأخيرا بعد أسبوعين من الاصابة) بما يستوفي توصيات منظمة الصحة العالمية. وجرعتان فقط لمن سبق وأن أخذ المطعوم. تضاف جرعة خامسة للمرضى الذين يعانون نقص في المناعة.
·
إعطاء
الغلوبولين المناعي المضاد للمرض RIG ، على موضع الاصابة ثم تعطي بقية الجرعة بالعضل. فقط في حالة التعرض للخفافيش أو التعرض للعض
أكثر من مرة. لا يعطى للأشخاص الذين سبق اعطائهم مطعوم داء الكلب
يلزم إعطاء العلاج التالي للتعرض لداء الكلب في جميع حالات التعرض السابقة.
إلا أن الخطورة تزداد في الحالات التالية:
·
إذا
كان الحيوان الثدي الذي تسبب في العض من فصيلة معروفة على أنها مصدر لداء الكلب أو
من ناقلات الداء.
·
إذا
بدت على الحيوان علامات المرض أو سلوكيات غير عادية
·
إذا
كان الجرح أو الغشاء المخاطي ملوثاً بلعاب الحيوان
·
إذا
حدثت العضة من دون استفزاز
·
إذا
كان الحيوان غير ملقح.
وينبغي في البلدان النامية ألا يُنظر حصراً إلى حالة تطعيم الحيوان
المشتبه فيه لدى البتّ في إمكانية بدء المعالجة الوقائية أو عدم بدئها.
No comments:
Post a Comment