Sunday, October 25, 2015

ما هو شلل الأطفال الناتج عن أخذ اللقاح؟



يحتوي اللقاح الفموي المضاد لشلل الأطفال على فيروس مضعف يعمل على تنشيط وتحفيز الاستجابة المناعية في الجسم. وعندما يُطعّم الطفل باللقاح الفموي المضاد لشلل الأطفال فإن الفيروس الموجود في اللقاح يتكاثر في أمعائه لفترة محدودة، وبذلك يؤمن المناعة في جسمه عن طريق تكوين الأجسام المضادة. إلا أن الفيروس الموجود في اللقاح يخرج مع الغائط. وبمقدور هذا الفيروس المطروح مع البراز أن ينتشر بين أفراد المجتمع مباشرة في المناطق التي تعاني من تدني الخدمات . 

وفي حال كانت هناك فئة سكانية تعاني من نقص في التطعيم (كما هو الحال مع مخيمات اللاجئين)، فإن الفيروس الموجود في اللقاح والمطروح مع البراز يمكن أن يستمر في الدوران لفترة طويلة من الزمن. وكلما أُتِيح أمامه المجال للبقاء على قيد الحياة، يطرأ عليه المزيد من الطفرات الجينية. وفي حالات نادرة جدا، يمكن أن تطرأ على الفيروس طفرة جينية تجعله يتخذ شكلاً قادراً على أن يشلّ الفرد، وهو ما يُعرف باسم فيروس "شلل الأطفال الدوار الناجم عن أخذ اللقاح".

ويستغرق ظهور فيروس "شلل الأطفال الدوار الناجم عن أخذ اللقاح" وقتاً طويلا. وعموما فإن الفيروس المنتمي إلى هذه السلالة تُتاح أمامه فرصة في الدوران لمدة 12 شهراً على الأقل بين الأفراد غير مطعمين ضد الفيروس أو من يعاني من نقص في التطعيم ضده. ويظهر "فيروس شلل الأطفال الدوار الناجم عن أخذ اللقاح" عندما يُترك السكان عرضة للإصابة بفيروس شلل الأطفال. وعليه فإن المشكلة لا تكمن في اللقاح نفسه، وإنما تدني مستوى التغطية بالتطعيم. فإذا طُعِّم السكان بالكامل ضد الفيروس، فإنهم سينعمون بالحماية ضد كل من شلل الأطفال الناجم عن أخذ اللقاح وشلل الأطفال الناجم عن عدوى.

ومنذ عام 2000، أعطي أكثر من 10 بلايين جرعة من اللقاح الفموي المضاد لشلل الأطفال لما يزيد على 3 بليون طفل. وبهذا جرى تلافي أكثر من 13 ملايين حالة إصابة بشلل الأطفال وتم خفض المرض أكثر من 99%. في تلك الفترة، سُجِّلت فقط 24 حالة دوران لفيروس "شلل الأطفال الناجم عن أخذ اللقاح" في 21 بلداً، وأسفرت عن الإصابة بنحو 760 طفل بفيروس شلل الأطفال الناجم عن أخذ اللقاح. (المصدر منظمة الصحة العالمية)

تتلاشى أهمية الخطر الضئيل المرتبط بفيروس "شلل الأطفال الدوار الناجم عن أخذ اللقاح" أمام الفوائد الصحية العمومية الهائلة المجنية من إعطاء اللقاح الفموي المضاد. إذ يقي اللقاح مئات الألوف من الحالات الناجمة عن فيروس شلل الأطفال. 

تم وقف انتشار "الفيروس الناجم عن أخذ اللقاح" عن طريق تطعيم الأطفال مرتين إلى ثلاث مرات ضمن حملات تطعيم عالية الجودة. والحل ذاته يُطرح فيما يخص جميع مسببات شلل الأطفال: 

 تطعيم كل طفل عدة مرّات باللقاح الفموي لوقف انتقال الفيروس، أيّا كان مصدره.